لا غبار عليكِ
(By لقمان ديركي) Read EbookSize | 23 MB (23,082 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 612 times |
Last checked | 10 Hour ago! |
Author | لقمان ديركي |
تدخلين..
فيهلعُ المكان
يهلعُ الرجال
وتهلعُ النسوة على الرجال
أنتِ لست امرأة
أنتِ جيشٌ من النساء .
في كُل ماكتبه لقمان ديركي ومَا يكتبهُ يتجاوز مُجَايليه من الشّعراء في سوريا , هوَ خَطّ لنفسهِ دربَ التميُّز كتابةً ونمط حياة ( نمط الحياة التي يعيشها لقمان ديركي هي الطريقة المُثلى و اللائقة بروح شاعر متمرّد )
إن ما يُلفِت الإنتباه في تَجربة هذا الصعلوك قدرتُهُ البارعة على التعبير بِحِرَفيَةٍ ودقّة عن الألم الشخصيِّ ومن ثمّ إرتدادهُ وسخريتهُ منَ الألَمِ ذاته وبنفس درَجَة الدقّة , غَوصٌ في , وانتقادٌ لِ تَفَاَهة الرّاهن من الحياة والماضي على حَدٍ سَواء , في كل أعمالهِ ما من مورثاتٍ فكريّة أو مرجعيّاتٍ إلهيّة شعريّة , أضف الى ذلك إتّسَام شِعره بالمرونَة وعَدَم إستساغَة التأطير , إذاً هُنا لا نَمْذَجَة أو تَمذهُب مَقيت أو نخبويّة دائِخَة ومُدَوِِّّخة , إنّما العَكس تَماماً , هوَ أحياناً يَلْجَأ الى المحكيّة ربمّا ليَقينٍ تامٍّ أنّهُ لو دوّن النص بالفصحى لن يصل إلى القارئ إلّا ناقِصَاً مُشَوَّشَاً ومُشَوِّشَاً , لحظاتٌ مُعيّنَة تَشعُر من خلال القراءة أن ماكتَبَهُ لقمان ديركي يَتَحوّل ببساطَة سحريّة الى أدوات تفكير يتكئ عليها المُتَلَقي , هوَ دون إرث فكري يقدِّم للمُتلقي إرثاً فكرياً \ مُعادَلَةٌ صَعبَة التحقّق إلا عندَ لقمان ديركي \
في ( لا غُبار عليكِ) يعتمد لقمان على قصيدة الومضة تلك القصيدة المكثّفة التي تُعْتَبَر مِن النوع الكتابيّ الصّعب : أجلسُ معكِ , وأكتفي .
إن انشغال لقمان ديركي بالحياة اليومية ( وهذا صوابٌ بالنسبة لشخص شاعر , مَهلاً , بل لنا جميعاً , حيث أن الحياة اليومية تَِهبنا أفكاراً مُتَفوّقة على أفكار الكتب ) , وابتعاده عن القراءة على الأقلّ كما يقول الشاعر سعدي يوسف في تقديمه للأعمال الشعرية الكاملة للقمان ديركي ,ذلكَ يضيف الى نصه نكهة يومية فريدة , ولقمان ديركي في شعره لا يحكم بالعقل إنما بالعاطفة يسيطر على العقل ويضحك على ذقنه ( شعرياً ) ويصبح حاكماً متغطرساً وفق مقابلاته الحسّية المُعَتَمِدَة على كفاءة النظر وطَرد التخيُّل الغَير مُسْتَسِاغ بالنسبة له .
إن لقمان كثيراً ما يخدش لصدقهِ إلا أنّ خَدشه ذاك ليس إلا ضربةً على الذهن قويّة مُجبراً إياه _ أي الذهن _ على القراءة المرة تلوَ الأخرى وإعادة رسم التصوّر عن الشّعر في سوريا ,
متعةٌ أن تقرأ شِْعراً متحرراً من الأوهام , من الأفكار الضخمة والغير واضحة , من الإتجاهات المؤلِمة لسير عََمل الذهن , إنه لقمان ديركي الصّعلوك الوفيّ للحِسّ وللرصيف وللشارع و الأهمّ من كل ذلك لِنَفْسِهْ .”