فلسفة الأنوثة: مقدمة لحقوق المرأة في الإسلام
(By محمد الخامنئي)


Size | 22 MB (22,081 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 598 times |
Last checked | 9 Hour ago! |
Author | محمد الخامنئي |
هذا التباين في الرؤى حول المرأة الدال على غموض حقيقة المسألة وإستتارها جعل من دراسة قضايا المرأة إحدى المسائل الإجتماعية وحتى العلمية؛ ورغم كل البحوث والدراسات التي ظهرت في هذا الباب والكتب والمقالات التي نشرت بشأن المرأة؛ إلا أن هذه القضية لا تزال مغلفة بالغموض والإشكال.
ويعود الغموض الذي يلف هذه القضية العالمية الحية إلى سببين: الأول: أن معرفة الإنسان - رجلاً كان أم امرأة - هي في الأساس عملية صعبة أو غير ممكنة؛ لذلك اعتبره بعضهم موجوداً مجهولاً، والمرأة أكثر مجهولية من الرجل، لأن لها جوانب متعددة ومتنوعة تجعل من دراستها أمراً معقداً، وتجعل معرفتها أمراً عسيراً، الثاني هو الإشكالية في منهج المعرفة.
فنوافذ المعرفة متنوعة إلى درجة تسهم في إبهام حقيقة الموضوع وتعقيدها، وبتعبير آخر، لم يتوفر إلى الآن منهج علمي، نظري أو تجريبي، محدد لدراسة هذه المسألة دراسة علمية؛ وإنما غلبت عليها الشعارات والشكاوى والحكايا، مع أن البحث في هذا الموضوع لا يختلف عن البحوث العلمية الأخرى في حاجته إلى علم مناهج (متدولوجيا) يناسبه.
ومن أجل دراسة علمية لهذا الموضوع لا بدّ من بحث تحليلي لقضايا المرأة على مستويين: المستوى الطبيعي والمستوى الإجتماعي، فتارة ينبغي النظر إلى المرأة من الزاوية الطبيعية وملاحظة خصائصها الجسمية والنفسية ووظائفها وأدوارها المقررة لها في قوانين الطبيعة، وتارةً يتعين إجراء دراسة إجتماعية للمرأة بغية إكتشاف المكانة الحقيقية والقيمة الواقعية لها لناحية مساهمتها في الظاهرة الإجتماعية الإنسانية.
وإلى هذا، فإن المعالجة العلمية لقضية المرأة منوطة بالمعرفة الصائبة والقريبة لواقع المرأة والرجل، وما لم تتحول هذه المعرفة إلى محور للبحث والحوار فلن تتأتى النتائج المرجوة، ومن السبل الأخرى لمعرفة المرأة هي الأديان السماوية التي إذا سلمت نصوصها الدينية من التحريفات وتأثير المشتغلين بها وتفاسيرهم النابعة من ميولهم وأهوائهم الخاصة، فإنه سيكون من الممكن الوثوق بتعريف تلك النصوص للإنسان والمرأة وإستخلاص مكانتها الطبيعية وموقعها الإجتماعي من ثنايا النصوص.
إنطلاقاً من هذه الإشكاليات التي تطال الفهم الصحيح للمرأة الإنسان تبرز الحاجة لطرح السؤال عن موضوعة حقوق المرأة، وهذا ما شكل موضوع البحث في هذا الكتاب، فهو يطرح لمسألة الحقوق المفترضة للمرأة في عالم اليوم؛ إنطلاقاً من دراسة فلسفة الأنوثة ومعناها، مؤسساً بداية لفهم سليم لمعنى الأنوثة، باحثاً في متعلق هذا المفهوم الأهم؛ وهو موضوع حقوق الأنثى.
وإلى هذا، فإن الباحث محمد الخامنئي ذا الباع الطويل في الدراسات الفكرية إنما يقدم هذه الدراسة بناءً على التعاليم الصريحة لمدرسة الإسلام، مقدماً بين يدي القارئ، ومن خلال دراسته هذه، الفهم الإسلامي الصحيح لمفهوم الأنوثة ثم منه ليخوض في طرح إسلامي متكامل لمسألة الحقوق وذلك بهدف إعادة المكانة الإنسانية للمرأة في عالم اليوم.”