“Book Descriptions: " الحقيقة هي أنّ روسيا، كما الدول الأخرى، لم تكن مستعدّة للإصرار على قبول مكانة إيران في سوريا. كما أنّه لم تتمَّ دعوة إيران إلى اجتماعات دوليّة بشأن سوريا، ولم يصرّ الروس على مشاركتها. لكن بعد الاتفاق النووي، تلقّت إيران الدعوة لحضور الاجتماعات من قبل الولايات المتحدة. قال لي السيّد جون كيري ذات مرّة: "تعالوا نحن وأنتم لنحلّ معضلة سوريا، نحن القوى الرئيسة، لنضع هؤلاء المهرّجين جانبًا. لم يكن مسموحًا لنا التعامل المباشر مع الولايات المتّحدة في الأمور غير النوويّة، ولذلك، لم نبدأ محادثة ثنائيّة معها، بل تمّت دعوتنا إلى محادثاتٍ متعدّدةِ الأطراف بشأن سوريا، في حين لم تتمَّ دعوة إيران مطلقًا الى هذه المحادثات قبل الاتّفاق النوويِّ."
رغم اشتهاره بالبشاشة خلال أداء مهامه الدبلوماسيّة الواسعة، إلّا أنّ محمّد جواد ظريف، في هذا الكتاب، يسرد بالتفاصيل المشوّقة، وعورة العمل الدبلوماسيّ في إيران، إن في الحلبة السياسيّة الداخلية بتعقيداتها وتشابكاتها، أو في مسرح العلاقات الدوليّة بما يحويه من إشكاليّات تواجهها إيران في مسار سعيها لحجز مكانها ضمن الدول المؤثّرة في المجال الدولي. ورغم أنّ الكتاب يتمحور حول تجربة المؤلّف خلال 8 سنوات قضاها وزيرًا للخارجية بين عامي 2013 و2021، إلّا أنّه يقدّم سيرةً شاملةً للدبلوماسيّة الإيرانيّة منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979. ويكشف الكتاب للمرة الأولى، تفاصيل مفصليّة حول أزماتٍ إقليميّة ودوليّة، شارحًا بالتفصيل، من خلال الأحداث خلف الكواليس، نظرة السياسة الخارجيّة الإيرانيّة إلى العلاقات مع الولايات المتحدّة، ومع الجيران العرب، وتركيا، والدول الأخرى. كما يشرح بالتفصيل، العلاقات المعقّدة مع روسيا والصين، خلافًا لما هو رائج في الإعلام. كذلك يقدّم الكتاب تفاصيل هي الأكبر من حيث النشر، حول مسار الوصول إلى الاتفاق النووي عام 2015. خلاصات مكثّفة يقدّمها محمّد جواد ظريف شارحًا آراءه وتصوّراته التي نجح في تثبيت بعضها وفشل في تثبيت البعض الآخر. كان لهذه التجربة أثرًا كبيرًا في نظرته إلى الدبلوماسيّة حتى بات يقاربها كامتحانٍ للصبر والطاقة والابتسامية التي تخفي قلبًا يقطر دمًا.” DRIVE