“Book Descriptions: يَشُدّ الزهدُ العلمَ من طرف كما الطغيانُ يَشُدّ الحُكمَ من طرف مقابل، لِيُبقياهما على مسافة تسمح للعالم بالزهد وللحاكم بالطغيان، فإن التقيا؛ احتنك الزهدُ الطغيانَ فَرَوَّضَهُ، وأخرج السلطانُ الزهدَ من العجز فحرَّرهُ، فيلتقي بذلك العلم بالحكم والشيخ بالسلطان، يعود بالبشرية إلى أفضل أيامها يوم تجسّد العلم والحُكم في شخص واحد، فتخرج الأرض كنوزها بالعمران كسالف أيام حُكم محمد وسليمان وداود وكلاحق أيام عيسى آخر الزمان عليهم أفضل الصلاة والسلام، وفيما بينهما اجتمع العلم والحُكم في شخص الخلفاء الراشدين ثم انفكا عن بعضهما إلا لماما من الزمن، كأيام الخليفة عمر بن عبد العزيز والسلاطين من أمثال يوسف بن تاشفين، وبقيا يقتربان ويبتعدان في شخصين لمئات من السنين حتى بان طلاقهما، وما رواية الشيخ تقي الدين ابن تيمية والسلطان محمد بن قلاوون إلا بسط لواحدة من تلكم التجاذبات سَطَّرها قلمٌ أقلقه ذلك الفصام النكد.” DRIVE