ليس كل الأحلام قصائد
(By عبد الرحمن الماجدي) Read EbookSize | 26 MB (26,085 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 654 times |
Last checked | 13 Hour ago! |
Author | عبد الرحمن الماجدي |
لابد أن يقف الواحد منا مشدوها مبتهجا أمام سبعين قصيدة كتبها أطفال ما بين السادسة والثانية عشرة من العمر، هى نصف القصائد التى صدرت فى كتاب «أحلام» باللغة الهولندية، ونشرت بالعربية عن المركز القومى للترجمة (٢٠٠٨) بعنوان «ليس كل الأحلام قصائد». ترجم القصائد عبدالرحمن الماجدى الشاعر والمترجم العراقى الذى يحكى فى مقدمة الكتاب كيف طلبت مؤسسة «اليوم العالمى من أجل الأطفال والشعر» فى هولندا من الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة كتابة قصائد من أحلامهم لتعرض على لجنة تحكيم مكونة من أدباء ونقاد ومربين. ومن بين عشرة آلاف قصيدة اختارت اللجنة ١٥٠ للنشر.
يفتح الكتاب باباً على عالم غامض ومثير ورائع ومفعم بالصور والمشاعر الطازجة والخيالات ذات المعنى. إنه عالم خارج عن أطر رقابة الكبار على أنفسهم، عالم حر من سلطة المجتمع التى تضرب جذورها داخلنا كلما كبرنا. كل قصيدة من قصائد الأطفال استوقفتنى لوهلة أهضم ما رأيته بعيون خيالهم أو ما شعرت به. فها هو محمد ساهى (١٠ أعوام) يحكى عن «حلم حب» فيقول «عليك أن تحلم بالقصائد/ سنلعب خارجا بشغف فى صندوق الرمل/ ونسبح مستمتعين فى بركة الماء/ فنكتب واجباتنا المدرسية معا/ وحين أقول إنك تحبنى/ ستفهم ذلك على الفور».
يرسم الطفل مشهدا مرئيا يقول إن الحب هو اللعب وهو الرسائل الصامتة بين حبيبين. أما حلم تايمن بيرك هاوت (١٢ عاما) فهو أن يصبح سائق شاحنة «كم يبدو ذلك ممتعا/ حيث أحلم بقدمى وهى فوق دواسة البنزين/ على أن أنام مبكرا.. مبكرا جدا/ ذلك ما أسمعه من والدىّ/ لكنى لا أجده مزعجا/ لأنى سأصبح سائقا». وكما تمتعنا قصائد الصغار فهى تضحكنا أحيانا فها هى خفيندا فان دين هوفن تحلم بأنها تكتب على السبورة أن المعلمة مجنونة وحمقاء «وحين دخلت المعلمة الصف/ ولاحظت ما فعلتُ/ جن جنونها/ وتطاير الشرر من عينيها/ ذلك ما حصل».
إن كنا نتحدث عن الدهشة فكتاب «ليس كل الأحلام قصائد» دعوة مبهجة إلى الدهشة، إنه يدخلنا إلى عالم الطفولة الجميل الثرى ويخبرنا بأن الطفل يمتلك حكمة يصعب على الكبار امتلاكها، ويقبض بين يديه على حرية يستحيل على الكبار التمتع بها. ربما لو تركنا الأطفال يعلموننا لأصبح العالم أقل وحشية وقبحا، وربما استطاعوا العودة بنا إلى طفولة الإنسانية. يقول رول بورسما (١٠ أعوام) «طرت/ فوق قوس قزح/ كان دافئا/ عنده ألوان كثيرة/ تزحلقنا/ نحو الأسفل تماما/ إلى الماء/ بعد ذلك/ لم أكن مبللا/ حين طرنا فوق قوس قزح/ حين ذهبنا للغيوم/ مكثنا هناك بضع سنوات».
سحر الموجي”